أبرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم

عاجل

الفئة

shadow


كتبت النهار

اذا لم يتم التوصل الى هدنة في غزة قريبا ولمدة ستة اسابيع على الاقل يصار في خلالها الاعداد لوقف نار دائم، فان " حزب الله" سيكون في مأزق يزيد من مأزقه الحالي ومعه لبنان باسره . ويعود ذلك الى عدم قدرته على وقف الحرب ما دامت لم تنته الحرب في غزة وفق ما رفع من شعار ولا على التقدم فيها ولا على البقاء كما هي الحال راهنا ولو ان الحرب منضبطة تحت سقف معين . وهو يتطلع بقوة الى وقف هذه الحرب ويتوق الى التوصل الى هدنة اقله وفق معلومات اكثر من مصدر سياسي محلي قريب منه ، في حين بدأ الاستنزاف في نهاية الشهر الخامس يلقي بثقله عليه من واقع مسؤوليته وحده اخذ الجنوب ولبنان، وهذا الاخير يبقى احتمالا كبيرا لا يمكن تجاهله ، الى الحرب ولكن في ظل واقع عجزه وحده عن قيادة مرحلة السلام والاعمار لاحقا وتاليا انهاض البلد او انقاذه. ذلك ان السيناريو الأكثر ترجيحاً، على الأقل على المدى القريب، ووفقا لما تعبر عنه ديبلوماسيات غربية عدة يتمثل في استنزاف حدودي بالحد الادنى وفق قواعد الاشتباك المعروفة والمنضبطة الى حد كبير ولكن من دون ان يمنع ذلك ما دأبت اسرائيل على القيام به من توسيع للعمليات والتي شملت بعلبك اخيرا وللمرة الثالثة ومناطق جنوبية بعيدة عن القرى الحدودية . والحرب في الجنوب اصبحت لها ديناميتها الخاصة على خلفية امساك اسرائيل بعصا الحرب من جهة وتوجيه الرسائل باستمرار في هذا الاتجاه وبجزرة الديبلوماسية من خلال الدفع عبر الديبلوماسية الاميركية في شكل خاص كما عبر الديبلوماسية الفرنسية التي تعرض خدماتها ايضا للتهدئة في الجنوب من اجل تمرير رسالتها الخاصة بضرورة ابتعاد الحزب ربطا بتنفيذ القرار 1701 ما يمهد لعودة المستوطنين الاسرائيليين الى قراهم الحدودية . تبقى الضغوط العسكرية الموسعة في احيان كثيرة وعلى وقع اكتساب حماسة اضافية على خلفية المحاذير التي ابدتها ايران من توسيع الحرب وانعكاسها على الحزب وعليها الرسالة الابرز في الوقت الفاصل عن التوصل الى اتفاق على هدنة في غزة ، ان التصعيد الكبير يبقى احتمالا مفتوحا وان هناك ضربات موجعة له ليس في الجنوب فحسب من اجل احراجه في بيئته كما في زيادة الضغط عليه في لبنان من اجل القبول بالشروط الاسرائيلية . ومع تراجع العمليات العسكرية في غزة يلاحظ بقاء جبهة الجنوب قائمة فيما ان هذه الجبهة اذا كانت تستمر قائمة من اجل دعم التفاوض في غزة وليس فقط الحرب، فان لهذا التفاوض اليته المنفصلة كذلك ، اللهم ما يذهب اليه البعض ازاء عدم اسقاط احتمال اطلاق اللبنانيين الموقوفين في الامارات العربية ربطا بالتأثير على الحوثيين لوقف اعتداءاتهم في البحر الاحمر كما يتساءل البعض .

هذه الديبلوماسيات الغربية تأخذ هذه الاعمال العسكرية الاسرائيلية كما تهديدات مسؤوليها بقوة على محمل الجد على عكس ما يظهره المسؤولون الرسميون في لبنان من اطمئنان . اذ انها تقيم وزنا لما لمسته عن كثب من تأزم اسرائيلي بعد عملية 7 تشرين الاول ومن تصميم اسرائيلي على عدم التراجع ايا تكن الاسباب من اجل ضمان الحدود الشمالية لاسرائيل . يضاف الى ذلك مأزق الحكومة الاسرائيلية وعدم امكان اظهار تساهلها ازاء اي تهديد يمكن ان يشكله الحزب بعد حركة "حماس" بالعملية التي قامت بها والتي بات ثمنها باهظا جدا على الفلسطينيين كما عليها في ضوء التقارير عن بحث في خروج قياداتها من غزة واشتراط عدم استهدافهم من اسرائيل في الخارج .

مأزق الحزب لا يعزله مراقبون ديبلوماسيون عن كل هذه الاعتبارات بالاضافة الى ما يشير اليه هؤلاء من اعلان المرشد الإيراني علي خامنئي قبل ايام مع حلول السنة الجديدة ( النوروز ) في ايران من " ان الوضع الاقتصادي المتدهور هو نقطة الضعف الرئيسية " لبلاده، معبراً عن امتعاضه من المشكلات المعيشية التي تواجه الإيرانيين. وهو وضع وفق خبراء دوليين أسوأ بكثير مما هو معلن عنه . فاذا كان الحزب سيتدبر حاله بمفرده من دون مساعدة ايران في الحرب وفق ما نقل عن الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في لقائه مع قائد الحرس الثوري الايراني ، فان الامر اكثر انسجاما مع مسؤولية ما بعد الحرب وتأمين اعادة اعمار الجنوب للجنوبيين ولا سيما في القرى الشيعية . يقول البعض ان الاطلاق المتوقع لمجموعة من اللبنانيين الموقوفين المحسوبين على الحزب والمحكومين بفترات طويلة يصل بعضها الى المؤبد في دولة الامارات قد يستفيد منه الحزب او يوظفه وعلى نحو غير مباشر في اضفاء صورة ايجابية نسبيا على نفسه ازاء الصورة السلبية جدا التي بات عليها في ضوء حرب " مساندة " غزة وما تتسبب به لاهل الجنوب في شكل خاص ولبنان عموما من خسائر . فهناك ايجابيات وفقا لذلك يقدمها الى اهل الجنوب والى مناطق اخرى ايضا مع نهاية شهر رمضان وفق ما هو مرتقب. وهناك خطوط تفتح على خلفية الكلام عن صفقة او تفاوض ما يترك تساؤلات كبيرة ازاء المقابل المرتقب وهل هو داخلي ام هو اقليمي مع ترجيح الاخير . وذلك علما ان مخارج مماثلة قد لا يستبعد طرحها من ضمن الجهود للتمهيد لتنازلات داخلية لا بد منها في مرحلة ما يعتقد ديبلوماسيون انها قريبة اكثر مما يعتقد غالبية اللبنانيين الذين اكتووا بنيران التأجيل والاسترخاء المتكرر .

الناشر

Mirian Mina
Mirian Mina

shadow

أخبار ذات صلة